الجمعة، 4 فبراير 2011

خاطرة .. على ابواب الأحداث

زلزال مصر .. وكأن الزمن يعيد نفسه !!!

اليوم يشبه الأمس .. في مصر بلد البلدان .. فما من حضارة شهدت لها الدنيا إلا داست تراب مصر وعلمت أهلها وناسها .. وخبرت احولها ..
ثورة عارمة .. ليست للخبز وليست لجياع فحسب .. ولكنها لطلاب الحرية والكرامة .. فكما قالها أب الحرية في الزمن المعاصر نيلسون مانديلا في مذكراته رحلتي الطويلة من أجل الحرية .. قال .. الحرية الآن .. كذاك يقول الشعب المصري ..
ليس غريبا أن نرى هذه الجموع تستفيض كما السيول في الشوارع .. ليس بالمئات ولا الآلاف بل بالملايين .. ليس غريبا فقد عرف المصريون بالثورة على مدار القرون الماضية .. فهم الذين خرجوا في وجه شجرة الدر عندما احتكرت سلطتهم .. وهم الذين أودعوا المماليك الى الموت عندما تجبروا فيهم ..
بالنسبة لي وكأنني أمام حلم علمني اياه أبو  القاسم الشابي عندما قال ..
اذا الشعب يوما اراد الحياة          فلا بد أن يستجيب القدر
واليوم الشعوب العربية .. تثق بنفسها وتخرج من قمقم جلد ذاتها .. وتؤكد للعالم والبشرية جمعاء أنها كذلك تستحق الحياة .. وتبذل الغالي والرخيص في سبيل ذلك .. بوعي وفهم لم أره أنا ولم نره كلنا طوال القرن العشرين .. الكلفة التي تبذلها تضعها لنيل الحرية والكرامة التي اغتصبت منها وسلبت منها على مدار عقود وعهود بل قل قرونا اذا ما أدخلنا حقبة من زمن الدولة العثمانية
وبعد اليوم لا مكان للحزن في قلوبنا فالوطن يحرر .. ليس من مستعمره فحسب .. بل من الراقصين على الجماجم كذلك .. بل من مغتصبي ارادة الذات .. وما تشي جيفارا عنا ببعيد يوم قال .. كنت أتصور أن الحزن يمكن أن يكون صديقا لكنني لم أكن اتصور أن الحزن يمكن أن يكون وطنا نسكنه ونتكلم لغته ونحمل جنسيته ..
الأمة العربية قادرة نعم .. وما منهج جلد الذات فيها الا دخيل أطبقته علينا أشباح نفوسنا .. وشياطين العصر الديكتاتوريون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق